رسالة لصديقك الذي سَيَتَخرّج




كان أكثر ما يكون أقرب للحلم الذي تشعر وكأنك كنت جزء منه ولكنه سرعان ما انتهى وشارف على إعلان الخاتمة ,هكذا كانت أيامي معكِ في السنوات الأربع التي قضيناها معاً بكلّ تفاصيلها الجميلة والمُحزنة في آن .يَمرّ في حياتنا الكثير الكثير من الناس ,  منهم من هو مارّاً مرور النسيم على زهر الأوركيد في جبال فيينا ,وآخرون يمرّون مرور عطر الحبيب إلى روح المٌحبّ المنتشي لما أحب .وقليلون الذين يمرّون مرور الانعكاس لصورتنا على جدار العُمر .ونادرين بل نادرين جداً أولئك الذين يمرّون مرور الروح بالجسد وتتغلغل فيها حدّ الهذيان .
وأنتِ تلك الروح التي دخلت أعماقي  واستوطنتني وليست بِمُغادرتي ما حييت  .أمرّ عليكِ يوماً أنّ بلداً مُحتلّة شعبها يُحبّ من استعمرها ؟أنا فقط .
ما شعرت باستقلاليتي وما شعرت بأني ذات كيان متكامل إلاّ بكونكِ أصبحتِ جزءاً من حياتي .
شكراً من أعمق بُقعةٍ في روحي ,شكراً لعمري الجميل الذي قضيته معكِ,شكراً لدربي الذي ما كان سيحلو لولاكِ .أُحبّكِ حبّاً فاق ما في قلب يعقوب لسيدنا يوسف ,أُحبك أكثر مما أحبّت إيزيس  زوجها أوزوريس.


وكأنّك الكوكب الدُري الذي كلما زار قلبي عتمٌ  أنار للقلب طريق ليعود كما كان .
كنتِ وما زلتي أطهر روح عرفها عُمري .وبكلّ انحناء أو طيّ لتفصيلةٍ من تفاصيل عمري ستجدين لكِ مكاناً .ومكانك في القلب لن يسكنهُ إيّاكِ .فلا خوفٌ على مكانٍ لكِ في روح أنتِ دعامتها فلن ولن يحكم قلبي إلا من حكمها أول مرّه أنتِ ولا أحدٌ سواكِ .





ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.